أَيَحْتَفِلُ المُوَحِّدُ بِمِيلاَدِ رَبِّهِ؟!
يستغرب
كلّ صاحب فطرة سليمة لم يلبس إيمانه بظلم عظيم، ولم ينخدع بمظهر مشرك
لئيم، ما وصلت إليه أحوال بعض المغفّلين من المسلمين، من مشاركتهم للمشركين
في أعيادهم الدّينية؛ نرى بأمّ أعيننا والأسى يعتصر قلوبنا، إقبال هؤلاء
إلى كلّ ما يرمز إلى عقيدة النّصارى في يوم ميلاد (يسوع)،
ولم يبق إلاّ لبس صلبانهم أو رفعها، وممارسة طقوسهم الدّينية أو إعلانها؛
ظانّين بذلك أنّهم قد فارقوها وما فارقوها! كيف وأنّ من لوازم عقيدة
التّوحيد نبذ الشّرك وأهله، ومخالفة سبيله خفيّه وجليّه؛ ولو فارقوها لما
سابقوا أصحاب العيد في عيدهم، ونحن نراهم يتسارعون إلى حجز الأماكن في
قاعات الحفلات، والازدحام عند بائعي الشوكولاتة والحلويات، والمبادرة إلى
إرسال التّهاني والتّبريكات، ولا بارك الله في مناسبة يُعزّ فيها عبّاد
الصّلبان على ذلّـهم، وتُرفع شعارات الكفر بألسنةِ مسلمين وأفعالهم،
ويُدرّب الأبناء ويُربّون على إضعاف عقيدة الفطرة في قلوبهم...؛ ألا يعلم
هؤلاء أنّها مناسبة يُحتفل فيها بميلاد الربّ - تعالى سبحانه عمّا يقول
الضّالون - وهم يحفظون: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4]؟!.
السّبت 06 ذو الحجّة 1432هـ، الموافق 31/12/2011م
غَلاءُ المَعيشَة
غلاء
المعيشة، مظهر من مظاهر التّعاسة والشّقاء الّذي يفتح الأبواب لأمراض
فتّاكة بالمجتمع، بعضها حسّي، وبعضها معنويّ؛ فإنّ الغلاء بوّابة الشّرور
الكبرى، إذ الجهل والمرض والجريمة نتائج حتميّة له؛ ولأنّها تُهدّد المجتمع
في عقله وصحّته وأمنه، كان السّعي لمقاومة أعراضها وإزالة أسبابها،
المهمّة الرّئيسة لكلّ من حكم البلاد والعباد، ولا ينبغي أن نقف عند سوء
طريقة إبداء الغضب والتذمّر الّتي يسلكها بعض النّاس، فإنّه فساد قد وُلد
من رحم تلك الأمراض، والعاقل لا يُغفله عَرض المرض عن معالجة أسبابه.
الجمعة 03 صفر 1432هـ، الموافق 07/01/2011م
نِهايةُ مْعَمّْر القَذَّافِي
وأخيرًا
انْتهت قصّةُ حاكمٍ حكَم شعبًا بما أرادَه قلبُه ورآه عقلُه؛ لكنّه اختار
لنفسِه نهايتَهُ وهو لم يُفرِّق بين الحُكمِ والمُحاكَمة، ظانًّا أنّه
قادرٌ على مُحاكَمةِ شَعبٍ بأكملِه قد حَكمَه زمنًا طويلا؛ ذَهب مْعمّْر
غيرَ مأسوفٍ عليه، وقد عَمّرَ على كرسيِّه أربعين سنة ونيف، وإن كان ثَمّة
حُزنٍ يُحرّكُ القلوبَ عليه، فهو لعدمِ تسليمِه الأمرَ لأهلِه تسليمًا
ينجيهِ ويُجنِّبُ ليبيا طريقَها الّذي سارت عليه مُكرهةً، أمّا من ظنَّ
النِّهاية بطولةً وعزيمة، فلْيَسْتحضِرْ ما صنعَه العقيدُ مِن مشاهد لآلافِ
القتلى بأشلائِهم، تُشيّعُهم دموعُ اليتامَى وصيحات الثّكالى، فكيف يُحزنُ
على هلاكِ هالكٍ سيوقَف بين يدي ربِّه على دماءِ أولئك ودموعِ هؤلاء؟
إنّما قَتَل القذّافيَّ استكبارُه ونَرجسيّتُه.
السّبت 24 ذو القعدة 1432هـ، الموافق 22/10/2011م
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
الله عليك اخي ما اجمل هذه الكلمات المعبرة تسلم الايادي يا غالي