تأملات في الراحل إبراهيم الفقي

محمد عواد - رحل عنا بشكل مفاجىء الدكتور إبراهيم الفقي في العاشر من فبراير 2012، رحيله جاء ليكشف لنا عن قيمته لكثير من شبابنا ولأنه يستحق فإننا نخصه بأسلوب تأملات الخاص.

- الضجة التي خلقت حول وفاة إبراهيم الفقي والتعاطف الكبير معه هو مكافأة بسيطة لكل مجتهد، فهو يعمل بصمت لكن وفاته تخلق ضجة .. أذكر نقاشاً مع أحد الأصدقاء حول الضجة التي خلقت بعد وفاة ستيف جوبس فقلت يومها " هذا حقه" والآن أكرر "هذا حقه".

- كان تركيز الفقي في كل محاضراته على قاعدة بسيطة "سيطر على نفسك" والنتيجة تكون بالتأكيد سيطرتك على دنياك، هذا أول شيء قرأته له قبل 12 عاماً تقريباً وهي قاعدة ساهمت كثيراً في تكوين شخصيتي حتى اليوم وإن ما زلت أفقد السيطرة على نفسي بعض الأحيان.

- عندما زرت موقع الدكتور إبراهيم الفقي اليوم لأطلع على بعض المعلومات التي قد تفيدني في تأملاتي هذه وجدت أن 4 إعلانات فيه على الأقل مخصصة للتحذير من استغلال اسمه في غايات تجارية ومن دون ترخيص منه ومن دون حفظ لحقوق فكرية له...لماذا نقتل المبدعين بسرقتهم في بلادنا؟

- البعض اتهم الدكتور كثيراً بأنه يسرق من أجانب ويترجم ما يقرأه في كتب عربية، وأوضح أنه ذكر بأكثر من كتاب مصدر المعلومة ناسباً إياها إلى صاحبها لكن الناس مشكلتهم لا يقرأون جيداً فنسبوها له بتسرع، بنفس الوقت أنا أرى أننا بحاجة حقيقية إلى الترجمة أكثر من حاجتنا إلى التأليف في الوقت الحالي كي نبدأ من عند ما توقف الأخرون.

- البعض يبالغ ويقول إن الدكتور إبراهيم الفقي درب 700 ألف شخص، وهو رقم يستحال أن يكون صحيحاً لأنه يشكل 10% من البشرية التي تشكل الهند والصين منها الثلث تقريباً.. لكنني أقول هنا " من الجميل أن يكون لديك قوة إبهار تدفع الناس للمبالغة إلى هذا الحد".

- من الاتهامات التي وجهت له أنه رجل مادي، والرد بسيط عليهم أن هذه وظيفته وليست جمعية خيرية يقوم بها وأن كافة المدربين الأخرين أيضاً يبحثون عن الدخل، هي ببساطة صفقة " أبيعك معرفة"، ويقول توماس أديسون : " نعم أنا رجل أبحث عن المال كي أستخدمه في اختراعات جديدة".

- عندما كنت أتردد بكتابة أول كتاب في حياتي شجعني صديق لي وقال : "علم ينتفع به"، فتخيلوا كم العلم الذي تركه هذا الرجل ينتفع به غيره، تخيلوا أجره في الأخرة وتخيلوا قيمته الأبدية في الدنيا.

-  أستطيع أن أجزم أن كثيرين ممن سقطوا مرة في اختبار الحياة تذكروا بعض كلماته فلملموا جراحهم وقاموا واستمروا... ويكفيه هذا ليكون إنسانا عظيماً.

- مصطفى الطاوشي علق في موقعنا يوم أمس على أقوال هذا ابراهيم الفقي بأبيات شعر مؤثرة هي : 

لعمرك ما الرزية فقد مال        ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد حُرٍّ              يموت بموته خلق كثير.

- من أجمل ما قاله الدكتور وأحاول تطبيقه في حياتي : "  إذا كان مصعد النجاح معطلا استخدم السلم درجة درجة".

- رحمه الله!